|

٠٠  كيف سيكون الاعتذار ٠٠

الكاتب : الحدث 2023-02-16 08:50:10

شاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وعبر التلفاز ماحل به بالأشقاء والأصدقاء في دولتي سوريا وتركيا جراء الزلزال المدمر الذي خلف الآلاف من القتلى والمفقودين  والجرحى والمشردين
وما لحق بالبنية  التحتية من دمار 
و رأينا ما قامت به الدول العربية والإسلامية والعالمية وعلى رأسهم دولتنا المباركة الكريمة  ٠٠٠

رأينا كذلك الفرق الإغاثية وهي تقوم بدورها على أجمل صورة مشرفة، رأينا مأساة ومعاناة المشردين ناهيك عن أنين من يخرجون من تحت ركام المباني المنهارة ٠٠٠ 

رأينا أمل يخرج من بين ثنايا اليأس ورأينا رحمة الله وعنايته كيف رافقة من عاشوا تحت الركام على مدى اسبوع كامل ٠٠٠ 

 بالمقابل كذلك رأينا أقبح صورة عبر نفس الوسائل التي شاهدنا من خلالها تلك المآسي رأينا من ماتت عندهم معنى الإنسانية ومعنى الأخوة ومعنى الإنتماء للوطن الواحد ٠٠٠
 
رأينا من يسرقون المعونات الاغاثية دون مراعاة أو رحمة أو شفقة لما حل باخوانهم أبناء جلدتهم ووطنهم وما لا قوة من بؤس وعوز 
رأيناهم وهم  في صورة أشد حقارة ولؤم يُضربون ويهانون لكن الأشد من ذلك كيف سيعتذرون ٠٠٠ 

كيف سيكون الاعتذار وكيف سيواجهون طفلاً حرموه كُوبًا من حليب أو معطفًا يدفئه حينما كان يعاني البرد القارص أو كيف سيكون الاعتذار لأم مكلومة حرموها رغيف خبز فوق حرمانها طفلتها أو طفلها
 أو ربما أسرتها كاملة ٠٠٠

 كيف سيكون الاعتذار من أشخاص ماتت ضمائرهم قبل أن تموت أجسادهم  وتكون رهينة القبور  
كيف سيكون الاعتذار 
 إذا كان هؤلاء الأشخاص 
يعرفون معنى كلمة اعتذار ٠٠٠

٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠